ارتفاع أسعار الذهب يدفع المشاهير في أمريكا لبيع مقتنياتهم الثمينة

شهدت الولايات المتحدة طفرة ملحوظة في بيع الذهب في الفترات الأخيرة، خصوصًا داخل أكبر مراكز تجارة المجوهرات مثل مركز “سانت فنسنت” في لوس أنجلوس، حيث يعمل المشاهير ومقتنو الذهب على إذابة مجوهراتهم القديمة مقابل المال النقدي، يأتي هذا الإقبال بالتزامن مع ارتفاع قياسي في أسعار الذهب عالميًا، وسط اضطرابات اقتصادية وتصريحات سياسية تزيد من تقلبات الأسواق المالية بشكل واضح.

لماذا يشهد الذهب ارتفاعًا كبيرًا في الأسعار؟

يرتبط ارتفاع أسعار الذهب ارتباطًا وثيقًا بعوامل عديدة، أبرزها القلق الاقتصادي العالمي والتغيرات السياسية، كما أن فرض الرسوم الجمركية الأمريكية على العديد من الدول أدى إلى ارتفاع تكلفة الواردات، مما زاد الطلب على الذهب كملاذ آمن للاستثمار، ويتوجه المستثمرون إليه في أوقات الأزمات المالية لأنه يحافظ على قيمته مع الوقت، إضافةً لذلك، ساهمت الأزمات الجيوسياسية والتضخم المتزايد في زيادة الإقبال على المعدن النفيس، مما رفع الأسعار بشكل غير مسبوق.

إقبال المشاهير على صهر الذهب والاستفادة المالية

يعكس تزايد عدد المشاهير الذين يتجهون إلى إذابة مجوهراتهم تغيرًا ملفتًا في نمط التعامل مع الثروات الشخصية، حيث يلجأ العديد منهم إلى بيع أو إعادة تدوير مقتنياتهم الذهبية الكبيرة، أفاد سباشدين هيرنانديز، ممثل إحدى شركات المعادن الثمينة الشهيرة، بأن مغني الراب وعددًا من الأثرياء يحضرون قطعهم القديمة لإذابتها وبيعها مجددًا، يعود ذلك لكون الذهب يشكل فرصة آمنة ونقدية يمكن استغلالها مع الارتفاع المستمر للأسعار، وهو ما يدفع أيضًا الكثير من الأمريكيين لتسييل أصولهم القديمة من الذهب مقابل السيولة النقدية الفورية.

الصاغة بين ارتفاع الأسعار والرسوم الجمركية

ارتفاع أسعار الذهب ليس دائمًا في مصلحة تجار المجوهرات، خاصةً أولئك الذين يعتمدون على استيراد المنتجات من دول مثل إيطاليا وتركيا التي تواجه تعقيدات بسبب الرسوم الجمركية، مما يزيد التكاليف ويقلل الطلب على هذه المنتجات المستوردة، في الوقت الذي ينتعش فيه سوق الصاغة المحلي من خلال صهر الذهب القديم وبيعه بأسعار أعلى، يواجه تجار المنتجات المستوردة تحديات كبيرة تعوق أعمالهم، يؤثر هذا بدوره على التوازن بين العرض والطلب ويعيد تشكيل سوق الذهب الأمريكي ليتكيف مع الظروف الراهنة.

يظل الذهب ملاذًا آمنًا للكثيرين وسط التحولات الاقتصادية العالمية ومع استمرار ارتفاع أسعاره يتزايد الإقبال سواء من قبل المستثمرين لحمايته من التضخم أو من قبل الأفراد للاستفادة من السيولة الناجمة عن بيعه، ورغم ذلك، يتأثر السوق بعوامل جانبية مثل الرسوم الجمركية والتغيرات السياسية التي تؤثر على الربحية العالمية لهذا القطاع المهم.