ثورة الطاقة: وضع حجر أساس مشروع تعبئة أسطوانات الغاز بـ14 مليون يورو في السخنة.

شهدت المنطقة الاقتصادية لقناة السويس احتفالية وضع حجر أساس لمشروع ضخم يهدف إلى تعبئة وإنتاج أسطوانات الغاز المركبة في السخنة، وذلك باستثمارات تصل إلى 14 مليون يورو، حيث يشمل المشروع تطوير مصنع يعتمد على تكنولوجيا متقدمة لتصنيع أكثر من 500 ألف أسطوانة سنويًا، ويساهم في توطين التكنولوجيا وتوفير فرص عمل، كما يعزز من التصنيع المحلي ويفتح أبواب التصدير إلى الأسواق العالمية، مما يدعم الاقتصاد الوطني بشكل كبير

أهمية أسطوانات الغاز المركبة في الاقتصاد

تمثل أسطوانات الغاز المركبة نقلة نوعية في صناعة الطاقة، حيث تعتمد على مواد متقدمة مثل الألياف الزجاجية التي تجعلها أخف وزنًا وأكثر أمانًا مقارنة بالأسطوانات التقليدية، وهذا يساعد في تعزيز الكفاءة التشغيلية وتقليل مخاطر الانفجار، كما أنها تتماشى مع معايير الجودة الدولية مثل ISO 11119-3، وفي سياق المشروع الجديد في السخنة، يعمل هذا الابتكار على دعم الاستدامة البيئية من خلال تقليل استهلاك المواد الخام وتقليل الانبعاثات، بالإضافة إلى أن أسطوانات الغاز المركبة تسهم في زيادة القدرة التنافسية للمنتجات المصرية في الأسواق الإقليمية والعالمية، حيث يتوقع أن يؤدي المشروع إلى خلق فرص استثمارية جديدة وتعزيز الشراكات الدولية مع دول مثل التشيك

تفاصيل مشروع أسطوانات الغاز المركبة

يقام المشروع على مساحة 10,4 ألف متر مربع في المنطقة الصناعية بالسخنة، بتكلفة إجمالية تصل إلى 14 مليون يورو مقسمة على مرحلتين، حيث تركز المرحلة الأولى على إنشاء مصنع لتصنيع وتعبئة أسطوانات الغاز المركبة بطاقة إنتاجية تصل إلى 500 ألف وحدة سنويًا، وتشمل نقل التكنولوجيا من شركة HPC التشيكية وتوطينها محليًا، مما يوفر نحو 250 فرصة عمل مباشرة، أما المرحلة الثانية فتركز على تجميع منظمات وصمامات الضغط باستثمار إضافي يصل إلى 7 ملايين يورو، ويساهم ذلك في تعميق التصنيع المحلي وتلبية احتياجات السوق العالمية، كما يدعم المشروع الشراكات بين الشركات المصرية مثل تريجاس وابدأ وبتروجاس مع المستثمرين الدوليين لتحقيق الاستقلال التكنولوجي

• توفير فرص عمل مباشرة وغير مباشرة في قطاع التصنيع
• تعزيز التصدير من خلال الربط اللوجستي بالمواني
• تطوير البنية التحتية لدعم المشاريع الصناعية الأخرى
• تقليل الاعتماد على الواردات من خلال توطين التكنولوجيا
• الحفاظ على البيئة من خلال استخدام مواد مستدامة

شهدت مراسم الافتتاح حضورًا رسميًا بارزًا بما في ذلك سفير التشيك بالقاهرة ورؤساء الشركات المعنية، حيث أكدوا على أهمية هذا التعاون في تعزيز الاقتصاد المصري، ومن جانب آخر، يساهم مشروع أسطوانات الغاز المركبة في تحقيق رؤية شاملة للتنمية الصناعية من خلال دمج الابتكار التكنولوجي مع الاحتياجات المحلية، مما يجعل المنطقة الاقتصادية لقناة السويس نموذجًا للجذب الاستثماري

آفاق مستقبلية لأسطوانات الغاز المركبة

تفتح أسطوانات الغاز المركبة آفاقًا واسعة للنمو في مجال الطاقة المتجددة، حيث يمكن أن تكون جزءًا من التحول نحو استخدام الغاز الطبيعي كبديل نظيف، وفي مصر، يعزز هذا المشروع من القدرة على المنافسة عالميًا من خلال زيادة الإنتاج وتطوير منتجات تلبي المتطلبات البيئية، كما أن الشراكات مع الشركات الدولية ستساعد في نقل المعرفة وتطوير المهارات المحلية، ومن المتوقع أن يؤدي ذلك إلى زيادة الصادرات ودعم الاقتصاد الوطني، بالإضافة إلى أن أسطوانات الغاز المركبة ستسهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة من خلاق تقليل الهدر وتعزيز الكفاءة

في الختام، يعد مشروع أسطوانات الغاز المركبة خطوة حاسمة نحو تحقيق الاكتفاء الذاتي في مصر، حيث يجمع بين الابتكار والشراكات الدولية ليصبح محركًا رئيسيًا للنمو الاقتصادي، ومن خلال استمرار الاستثمارات في هذا المجال، ستتمكن البلاد من تحقيق مكاسب كبيرة على مستوى التصدير والتنمية المستدامة، مما يعزز من دورها كمركز صناعي إقليمي