خسائر أمريكا بالأرقام.. هل وعود ترامب الاقتصادية كانت مجرد كلام؟ الجمارك توضّح

كشفت السياسات الاقتصادية التي تم تنفيذها إبان فترة رئاسة دونالد ترامب عن فجوة واضحة بين الوعود السياسية والنتائج الاقتصادية الفعلية، حيث أكدت هيئة الجمارك وحماية الحدود الأمريكية أن العوائد اليومية من الرسوم الجمركية بلغت 250 مليون دولار فقط، وهو رقم أقل بكثير مما تم الترويج له وقُدّم للناخبين آنذاك كتأكيد على نجاح تلك السياسات.

كم خسرت أمريكا من السياسات الجمركية لدونالد ترامب؟

تظهر أحدث البيانات أن أمريكا خسرت جزءًا كبيرًا من توقعاتها الاقتصادية التي وُضعت خلال عهد ترامب، وخاصة فيما يتعلق بالإيرادات الجمركية، حيث كان يُروج لجمع ملياري دولار يوميًا من الرسوم؛ إلا أن العائد الفعلي يقتصر على 250 مليون دولار يوميًا فقط. هذا التباين بين التصريحات السياسية والنتائج الفعلية يعكس إخفاق السياسات الجمركية في تلبية توقعات الإدارة السابقة. علاوة على ذلك، فإن التركيز الكبير على فرض رسوم جمركية عالية على الصين ودول أخرى بدا أنه لم يؤتِ النتائج المرجوة، حيث استمرت العديد من الاقتصادات المنافسة في تعزيز قدرتها على التكيف مع هذه السياسات، مما أثر على الميزان التجاري الأمريكي.

عوائد جمركية أقل من التوقعات الرسمية

بلغ إجمالي العوائد الجمركية التي تحققت منذ تنفيذ تلك السياسات نحو 21 مليار دولار، ورغم ذلك، فإن المتوسط اليومي للعوائد لا يتجاوز 250 مليون دولار، وهو ما يخالف الوعود السابقة. يكشف هذا الوضع عن أهمية تقييم توقعات الأداء الاقتصادي بشكل أكثر دقة وشفافية، حيث أن الأرقام المعلنة تشير إلى تراجع القدرة على تحقيق مكاسب اقتصادية فعلية من الرسوم التبادلية. الجدير بالذكر أن هذه العوائد لم تغطِ الجزء الأكبر من الخسائر التجارية التي تسببت فيها تلك الاستراتيجيات، وهو ما يؤثر بالسلب على السوق المحلي في الولايات المتحدة.

الفجوة بين الواقع والوعود الاقتصادية

السياسات الاقتصادية والتجارية التي ركزت على تضييق العلاقات التجارية مع الشركاء العالميين لم تحقق الأهداف المتوقعة، بل أظهرت بيانات هيئة الجمارك أن الخطاب السياسي القائم على تضخيم المكاسب الجمركية لم يكن دقيقًا. الفجوة بين الواقع والترويج السياسي تعكس الحاجة إلى تبني سياسات أكثر استدامة وتوازنًا، بحيث تعمل على تعزيز تدفق التبادل التجاري بدون التسبب في أزمات مع الشركاء التجاريين.