الذهب اليوم: تقلبات جامدة وترقب عالمي لقرارات أوروبا وأمريكا – يوم لا يُنسى!

شهدت أسواق الذهب يومًا حاسمًا في تاريخها مع تراجع طفيف في أسعار المعدن الأصفر بعد بلوغه قمة تاريخية مدفوعًا بارتفاع الإقبال العالمي عليه كملاذ آمن. ورغم هذا التراجع، واصل الذهب تحقيق مكاسب سنوية مشهودة وسط توقعات بتأثير قرارات السياسات النقدية في أوروبا والولايات المتحدة على حركة الأسعار خلال الأيام المقبلة.

أسباب تراجع أسعار الذهب

يرجع التراجع الأخير في أسعار الذهب إلى عمليات جني الأرباح التي قام بها المستثمرون عقب بلوغ الأسعار مستويات قياسية. كما لعبت تصريحات “جيروم باول”، رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، دورًا كبيرًا في تهدئة الأسواق بعد تأكيده استمرار السياسات النقدية الحالية دون خفض لأسعار الفائدة، مبررًا ذلك بمواصلة الضغوط التضخمية. في الوقت نفسه، يترقب السوق العالمية قرارات البنك المركزي الأوروبي بشأن خفض سعر الإيداع، إلى جانب إعلان بيانات البطالة الأمريكية، وهو ما يعكس التوترات في أسواق العملات والمعادن الثمينة. هذا التراجع الطفيف لم يمنع الذهب عالميًا من تحقيق مكاسب سنوية تتجاوز 27% مدفوعًا بالتوترات الاقتصادية والسياسات التجارية بين القوى الكبرى.

أسعار الذهب في مصر

تعيش أسعار الذهب في مصر حالة من التذبذب نتيجة تأثرها المباشر بالسوق العالمي، حيث أكد خبراء في الشعبة العامة للذهب أن الأسعار المحلية تتفاعل لحظيًا مع التحركات العالمية. وبلغ سعر عيار 21 حوالي 4756 جنيهًا، في حين سجل عيار 18 حوالي 4084 جنيهًا، وعيار 24 حوالي 5445 جنيهًا، أما الجنيه الذهب فقد وصل سعره إلى 38120 جنيهًا. ويرتبط السوق المصري ارتباطًا وثيقًا بالأسواق العالمية المفتوحة، مما يجعل التوقعات المحلية رهينة بالمؤشرات العالمية. ومع استمرار الضغوط والتوترات العالمية، من المتوقع مزيد من الارتفاعات في أسعار الذهب داخليًا وخارجيًا.

توقعات سوق الذهب في مصر

تعاني الأسواق المحلية في مصر من ركود نسبي بالبيع نتيجة ارتفاع الأسعار مقارنة بالدخل المحلي؛ ومع ذلك، أشار اقتصاديون إلى أن الذهب ما زال يجذب اهتمام المستثمرين كوسيلة آمنة لتأمين الاستثمارات. توقعات الخبراء تؤكد على أهمية زيادة الصادرات المصرية من المشغولات الذهبية نحو الأسواق التي تفرض رسومًا أقل، مثل الولايات المتحدة، التي تعتبر سوقًا واعدًا بسبب انخفاض الرسوم الجمركية المفروضة على الواردات من مصر. لذا، فإن المستقبل يحمل فرصًا لتعزيز الحضور المصري في الأسواق الخارجية، خاصة مع الطلب المتزايد على السبائك والعملات الذهبية عالميًا في مواجهة استمرار الأزمات الاقتصادية.