جولد بيليون: أسعار الذهب ترتفع عالميًا من جديد بعد تراجع طفيف في سعر الأونصة الثمينة

شهدت أسعار الذهب العالمية ارتفاعاً ملحوظاً اليوم، بعد أن أغلقت تداولات الأمس على تراجع، حيث يستمر الطلب على الملاذ الآمن وسط حالة عدم الاستقرار الاقتصادي والتوترات التجارية العالمية. فمع تحركات الدولار الأمريكي وانكماش سوق السندات، عاد الذهب ليكون في صدارة خيارات المستثمرين الباحثين عن الحماية من التقلبات. ترافق ذلك مع تطورات في أسعار الذهب المحلية، التي سجلت سلسلة من التذبذبات مؤخراً.

ارتفاع أسعار الذهب العالمية يدعم الملاذ الآمن

عادت أسعار الذهب العالمية إلى الارتفاع بنسبة 0.4% اليوم، حيث سجل الذهب مستوى 3232 دولاراً للأونصة، بعد أن افتتح التداول عند مستوى 3212 دولار. يُعزى هذا الصعود إلى استمرار التوترات المحيطة بالسياسات الجمركية الأمريكية، بالتزامن مع المخاوف بشأن كبح النمو الاقتصادي العالمي.

فقد تفاعل السوق بعد تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن خطط زيادة الرسوم الجمركية على أشباه الموصلات، الأمر الذي أشعل مخاوف جديدة. إضافة لذلك، دعم تراجع الدولار الأمريكي الطلب على الذهب نظراً للعلاقة العكسية بين الطرفين.

تذبذب أسعار الذهب المحلي

يشهد الذهب في السوق المحلي تذبذباً ملحوظاً، حيث سجل سعر الذهب عيار 21 اليوم 4630 جنيهًا للجرام، بعد أن افتتح تداولات الأسبوع عند 4625 جنيهًا. ويُعزى هذا التحرك إلى هبوط سعر الدولار أمام الجنيه وانخفاض الطلب المحلي.

على الرغم من التراجع الطفيف، شهد أعلى مستوى تاريخي مطلع الأسبوع عند 4710 جنيهًا للجرام. ولكن مع تحسن المؤشرات الاقتصادية المحلية، يتوقع أن تتجه أسعار الذهب المحلي لاستقرار نسبي خلال الفترة القادمة.

استثمارات الذهب وصناديق التداول العالمية

سجلت صناديق تداول الذهب العالمية زيادة ملحوظة في التدفقات الداخلة. فقد ارتفعت الاستثمارات خلال الأسبوع الماضي بحوالي 52.1 طن ذهب، وهو أعلى مستوى في سبعة أسابيع. وعلى الصعيد الصيني، واصلت صناديق الذهب جذب المزيد من رؤوس الأموال، لتسجل تدفقات داخلية بقيمة 772 مليون دولار خلال مارس الماضي.

كما أضاف البنك المركزي الصيني 2.8 طن من الذهب إلى احتياطياته خلال مارس، مما يظهر اتجاهاً واضحاً لإبقاء الذهب كركيزة أساسية للدعم الاقتصادي.

توقعات أسعار الذهب خلال الفترة المقبلة

يتوقع المحللون أن يستمر الاتجاه العام لارتفاع أسعار الذهب العالمية والمحلية، خصوصاً مع تصاعد التوترات الاقتصادية. ومن المرتقب أن تحدث تقلبات طفيفة بين الحين والآخر، مدفوعة بالعوامل السياسية والتغيرات في القوة الشرائية.

أما على الصعيد المحلي، فقد توقعت بنوك كبرى تحرك سعر الدولار إلى مستويات ما بين 52-54 جنيه نهاية العام القادم، مما يؤدي إلى تأثيرات مباشرة على سعر الذهب المحلي. يبقى الذهب خياراً مثالياً في ظل الأزمات ويواصل جذب المستثمرين من كافة أنحاء العالم.