زحام وفوضى يسيطران على أول أيام التشغيل التجريبي لتطوير منطقة الأهرامات.. مرشدون يصفون التطوير بالفشل

شهدت منطقة أهرامات الجيزة أمس أزمة كبيرة في أول أيام التشغيل التجريبي لمشروع تطوير الخدمات الأثرية، حيث سادت حالة من التكدس والزحام عند المدخل الجديد على طريق الفيوم، ما أثار انتقادات واسعة لآلية التنفيذ. المشروع الذي تتولاه شركة أوراسكوم بيراميدز بالتعاون مع الدولة، كان يهدف لتسهيل الوصول للأهرامات وتقديم تجربة أفضل للزوار، لكنه بدأ بتحديات ملحوظة أثّرت على الانطباع الأول.

التكدس والزحام في منطقة الأهرامات

لم يكن المشهد في أول أيام تشغيل منظومة تطوير خدمات منطقة الأهرامات كما كان متوقعًا. عند المدخل الجديد على طريق الفيوم، شهدت المنطقة حالة من الزحام المروري نتيجة تعطل أوتوبيسات المشروع. تسبب هذا الازدحام في تعطيل تنقل الزوار داخل منطقة الأهرامات التاريخية. المشكلة الكبرى كانت في عدم التزام بعض أصحاب الخيل والجمال بالمنطقة المخصصة لهم، مما أدى إلى تكدس وعرقلة المشروع.

رد شركة أوراسكوم على الأحداث

أصدرت شركة أوراسكوم بيراميدز بيانًا أعربت فيه عن أسفها لما جرى خلال اليوم الأول. وأوضحت الشركة أن الخطة الأصلية كانت تعتمد على سبع محطات داخلية لنقل الزوار، وعلى إنشاء مسارات محددة للخيول والجمال. إلا أن تعديل تلك المسارات بشكل مفاجئ من قبل السلطات المحلية تسبب في حالة الفوضى التي شهدتها المنطقة. كما أشارت الشركة إلى تعديات لفظية وجسدية تعرض لها موظفوها، ما يستوجب تدخلًا سريعًا لضمان سير المشروع.

دور وزارة السياحة والآثار في إدارة الأزمة

في بيانها، أكدت وزارة السياحة والآثار أن منطقة الأهرامات استقبلت أمس 12 ألف زائر، وهو رقم قياسي مقارنةً بالمعدلات المعتادة. الوزارة اعترفت بأن هناك تحديات حالت دون توفير الانسيابية المطلوبة في حركة الأوتوبيسات بسبب بعض المخالفات. كما أعلنت عن توجيهات جديدة لزيادة أعداد الحافلات والتعامل بحسم مع ممارسات تتجاوز التنظيم.

انتقادات واسعة للمشروع من خبراء السياحة

لاقى المشهد انتقادات حادة من المرشدين السياحيين الذين وصفوا المشروع بأنه “غير منظم”. كتب بعض المرشدين تعليقات على مواقع التواصل الاجتماعي أكدت على ضرورة مراجعة الخطط وتنسيقها بين جميع الأطراف قبل التنفيذ. البعض ذهب للتشكيك في قدرة الشركة القائمة على المشروع على إدارة مثل هذا التطوير بما يليق بمكانة الأهرامات عالميًا.

مشروع تطوير الأهرامات يواجه الآن تحديًا مزدوجًا؛ بين تحقيق أهداف التطوير وتجاوز مشكلات التنفيذ الأولى. تحسين التنظيم وضمان التعاون بين جميع الجهات المعنية أصبح أمرًا ضروريًا لإعادة تقديم منطقة الأهرامات للعالم بشكل يليق بمكانتها الثقافية والتاريخية.