انهيار أسعار النفط: هل يصل سعر برميل النفط إلى 40 دولارًا قريباً؟ تحليل وتوقعات

انخفاض أسعار النفط يشغل الأسواق بتوقعات مستقبلية مثيرة

تسبّب التراجع الأخير في أسعار النفط إلى أدنى مستوى لها في 4 سنوات، في تصاعد النقاشات حول مستقبل الأسواق العالمية. وفقًا لتقرير لمصرف غولدمان ساكس (Goldman Sachs)، من المتوقع أن تشهد أسعار النفط انخفاضًا حادًا قد يصل إلى 40 دولارًا للبرميل بحلول أواخر عام 2026 بناءً على سيناريوهات محتملة. في الوقت نفسه، أكد خبراء أن مثل هذا الانخفاض قد يكون قصير المدى، إذا تحقق أساسًا، نتيجة لتدخل تحالف أوبك+ وظروف السوق الأخرى.

توقعات أسعار النفط في المستقبل

وفقًا لمصرف غولدمان ساكس، فإن سيناريوهات أسعار النفط تراوح بين 62 دولارًا للبرميل بحلول نهاية 2025 وأقل من 40 دولارًا بحلول أواخر 2026. وتأخذ التوقعات بعين الاعتبار ركودًا اقتصاديًا محتملًا وزيادة إمدادات الدول الأعضاء في أوبك+. ويرى البنك أنه في حالٍ متزايدة من الركود العالمي، قد تسجل الأسعار تراجعًا إضافيًا، خاصة مع استمرار التوترات التجارية وتباطؤ الناتج المحلي الإجمالي.

انهيار أسعار النفط الخام ومحاذيره

يستبعد الدكتور أنس الحجي، مستشار منصة الطاقة، احتمالية بقاء أسعار النفط عند مستويات 40 دولارًا لفترة طويلة، موضحًا أن ذلك يعود إلى عدة عوامل، منها:

• تباطؤ في نمو الإنتاج النفطي الأميركي.
• تأثير الرسوم الجمركية والعقوبات على صادرات بعض الدول المنتجة.
• الإدارة الحذرة لتحالف أوبك+ التي تستجيب للتغيرات بطريقة متزنة.

كما شدد على أن أي انخفاض بهذه الحدة سيكون قصير الأجل وستعاود الأسعار التعافي سريعًا مع تدخل الأسواق.

انتعاش أسعار النفط بعد موجة خسائر

رغم التراجع الملحوظ، ارتفعت أسعار النفط بنسبة تقترب من 1% خلال تعاملات 8 أبريل/نيسان 2025. حيث سجل خام برنت القياسي 64.81 دولارًا للبرميل، في حين ارتفع خام غرب تكساس الوسيط الأميركي إلى 61.30 دولارًا للبرميل. جاء ذلك بعد سلسلة خسائر حادة خلال الأسبوع الماضي، إذ هبطت الأسعار بأقل من 66 دولارًا للبرميل للمرة الأولى منذ 4 سنوات.

دور الرسوم الجمركية والسياسات الاقتصادية

ساهمت التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، علاوة على الضرائب الانتقامية من الاتحاد الأوروبي، في ضبابية أسواق النفط. بينما ترى الشركات المتحوطّة ضد التقلبات أنها قادرة على الصمود، فإن التأثير الأكبر يقع على الاستثمارات طويلة الأمد. في هذا السياق، تبقى التكاليف التشغيلية العامل الحاسم لضمان استمرارية الإنتاج وتقليل الخسائر.

تتابع التوقعات الأمر عن كثب لتحديد الكيفية التي ستؤثر بها التغيرات الاقتصادية في مسار سوق النفط خلال الأعوام المقبلة.