خبير اقتصادي: التضخم والاضطرابات العالمية ترفع الدولار أمام الجنيه المصري وتأثيرها يزداد محليًا وعالميًا

تزايد الحديث مؤخرًا عن ارتفاع سعر الدولار مقابل الجنيه المصري، حيث كسر حاجز الـ 51 جنيهًا، مما أثار تساؤلات حول أسباب هذا التراجع وأثره على الاقتصاد المحلي. وفقًا لما أكده الخبير الاقتصادي محمد أنيس، تتعدد العوامل المؤثرة على هذا التراجع، منها ما هو مؤقت وآخر يمتد أثره طويل الأجل. في هذا المقال، نستعرض أبرز أسباب هذا الانخفاض وتأثيراته المستقبلية.

أسباب ارتفاع الدولار أمام الجنيه المصري

يشير محمد أنيس إلى أن هناك مجموعة من العوامل التي دفعت الدولار للارتفاع أمام الجنيه، ومنها:

• زيادة الطلب على العملة الأجنبية، خاصة خلال مواسم الحج.
• تراكم طلبات الشراء والعملات بعد فترات الإجازة.
• التقلبات العالمية في الأسواق المالية، ما أثر على الأسواق المحلية.

هذه العوامل المؤقتة ساهمت في زيادة الضغط على الجنيه لكن تأثيرها قد يتراجع مع انتهاء هذه الظروف الخاصة.

دور التضخم في زيادة سعر الدولار

التضخم المحلي مقارنة بالدول المتقدمة يعد عاملًا هيكليًا مستمرًا يؤثر على قيمة الجنيه. مع استمرار الفرق الكبير في معدلات التضخم بين مصر ودول مثل الولايات المتحدة الأمريكية، يتزايد الضغط على العملة المصرية، مما يؤدي إلى تراجع مستمر في قيمتها أمام الدولار. ويرى الاقتصاديون أن معالجة هذه المشكلة تتطلب حلولًا استراتيجية بعيدة المدى.

تأثير الأسواق العالمية على الجنيه المصري

الأزمات الاقتصادية العالمية تلعب دورًا كبيرًا في تحديد مسار العملات المحلية. تقلبات الأسواق المالية وشهدت انسحاب واسع للاستثمارات الأجنبية من الأسواق الخليجية والآسيوية، بما في ذلك مصر. هذا الانسحاب تسبب في انخفاض الاحتياطيات الأجنبية وزيادة الاعتماد على الدولار الأمريكي.

توقعات مستقبلية للجنيه أمام الدولار

وفقًا لمحمد أنيس، فإن استمرار العوامل الحالية، سواء التضخم أو الاضطرابات العالمية، قد يؤدي إلى مزيد من التراجع للجنيه أمام الدولار الفترة المقبلة. ويأتي ذلك وسط توقعات بأن تستمر الأسواق العالمية في التأثير على الاقتصاد المصري. لذا، فإن التخفيف من تأثير هذه العوامل يتطلب استراتيجيات اقتصادية دولية وداخلية شاملة.

ختامًا، يعد ارتفاع الدولار أمام الجنيه المصري انعكاسًا لكل من التحديات المحلية والعالمية، مما يفرض ضرورة التعامل بفعالية مع الأزمات الاقتصادية لتحقيق الاستقرار.