تركيا تخطط لضخ 500 مليون دولار استثمارات جديدة في مصر بحلول 2025

إن تعزيز الاستثمارات بين الدول يمثل خطوة استراتيجية لتحقيق التنمية المستدامة وتعزيز العلاقات الاقتصادية؛ وهذا ما أكده السفير التركي صالح موطلو شن خلال افتتاح مصنع “حياة كيميا” في العين السخنة، حيث ركز على أن التطور الملحوظ في العلاقات بين مصر وتركيا يحمل فرصًا استثمارية ضخمة، ويعكس التزام البلدين بتعميق التعاون الاقتصادي لصالح شعبيهما.

الاستثمارات التركية في مصر: محرك للنمو الاقتصادي

تُعد الاستثمارات التركية في مصر ركيزة هامة للنمو الاقتصادي المشترك، إذ تصل استثمارات شركة “حياة كيميا” التركية إلى 632 مليون دولار، مما يجعلها واحدة من أكبر الشركات الاستثمارية في السوق المصرية، وقد أكد السفير التركي أن مصر تمثل شريكًا استراتيجيًا لتركيا بفضل موقعها اللوجستي الذي يتيح لها أن تكون بوابة عبور للأسواق الإفريقية والعربية، كما أن تشجيع الحكومة المصرية للمستثمرين الأجانب عبر تقديم التسهيلات القانونية والبنية التحتية المؤهلة يجعلها وجهة استثمارية مميزة.

خلال حضوره افتتاح مصنع “حياة كيميا”، أشار السفير إلى أن الشركة التركية تعزز اقتصاد مصر من خلال تشغيل 3500 عامل مصري، فضلًا عن تصديرها منتجات العناية الشخصية للأسواق الإقليمية، مما يدعم موقع مصر كمركز إقليمي للإنتاج والتصدير، ولفت إلى أن هذا النوع من الاستثمارات يجعل من مصر قاعدة صناعية جذباً للمستثمرين من جميع أنحاء العالم.

خطط الاستثمارات التركية في مصر حتى 2025

كشف السفير التركي عن خطة طموحة لضخ استثمارات تركية إضافية بقيمة 500 مليون دولار في مصر بحلول عام 2025، كما أن شركة “حياة كيميا” لوحدها ضخت استثمارات بقيمة 53 مليون دولار خلال العامين الماضيين، مما يعكس ثقة المستثمرين الأتراك في اقتصاد مصر وإمكاناتها التنموية؛ خاصة مع التوسع المستمر لمنشآت الشركة في مناطق مثل العين السخنة ومدينة السادس من أكتوبر، بمساحات تغطي نحو 480 ألف متر مربع.

وأشار بيان السفارة التركية إلى أن هذه التوسعات تأتي في إطار التزام تركيا بتعزيز حضورها الإقليمي عبر مصر، وتوظيف مواردها لتحقيق منافع اقتصادية متبادلة، حيث تسعى الشركات التركية لتصدير منتجاتها للأسواق الخليجية والإفريقية، مستفيدة من موقع مصر المتميز والبنية التحتية اللوجستية الحديثة.

مستقبل التعاون الاقتصادي بين مصر وتركيا

يشهد التعاون الاقتصادي بين مصر وتركيا تطورًا ديناميكيًا يعكس الرؤية المشتركة لتعزيز التكامل الإقليمي، حيث تولي القيادة السياسية في البلدين أهمية كبرى لدفع العلاقات الثنائية في مختلف المجالات، بما في ذلك الاستثمار والتجارة البينية، ويأتي ذلك استنادًا إلى إرادة متبادلة لتعظيم الاستفادة من الموارد والفرص المتاحة.

أهمية موقع مصر الاستراتيجي لم تغب عن أعين المستثمرين، خاصة في ظل تميز ميناء العين السخنة كمركز للتصدير ونقل البضائع بين الخليج وإفريقيا، وقد أكدت التصريحات الأخيرة للسفير التركي أن مصر أصبحت وجهةً أساسية للشركات التركية التي تسعى إلى توسيع أنشطتها بما يخدم المصالح المشتركة، وتتضمن هذه التجارة منتجات مثل المناديل المبللة وحفاضات الأطفال التي تصنعها “حياة كيميا”.

في نهاية المطاف، يبدو أن المستقبل يحمل وعودًا قوية للبلدين، حيث تُشكّل استثمارات الشركات التركية قاطرة للتنمية الاقتصادية المشتركة، وتفتح آفاقًا جديدة للتكامل على الصعيدين الإقليمي والعالمي.