الذكاء الاصطناعي يساعد أسرة في تقديم رسالة متوفى خلال جلسة قضائية

أحد الاستخدامات المثيرة للذكاء الاصطناعي قد ظهر مؤخرًا في المحاكم، حيث تم توظيف تقنية الذكاء الاصطناعي لإعادة تصميم الأشخاص المتوفين بشكل افتراضي وتقديمهم داخل ساحات القضاء. هذا النوع من الاستخدام يفتح نقاشًا واسعًا حول التأثير العاطفي والأخلاقي لهذه التكنولوجيا ويثير تساؤلات عن حدود استخدامها في بند القوانين والقضاء.

الذكاء الاصطناعي في إعادة إحياء ذكريات الراحلين

في ولاية أريزونا الأمريكية، شهدت إحدى المحاكم تجربة فريدة، حيث ظهر نموذج افتراضي للجندي السابق كريستوفر بيلكي داخل قاعة المحكمة قبل الحكم على قاتله بالسجن لمدة عشر سنوات ونصف. النموذج الافتراضي جاء كطريقة مبتكرة لتخليد ذكرى الفقيد وإبراز الجانب الإنساني له. استخدم الذكاء الاصطناعي في إنتاج هذا النموذج الرقمي، الذي عكس مظهر الحاضر بشكل واقعي ولكن مع ملاحظات طفيفة في الصوت والشكل، ما أضاف مشاعر مميزة للحاضرين في المحكمة؛ وكان الأمر محط أنظار الرأي العام لاعتباره سابقة عاطفية مؤثرة باستخدام التكنولوجيا في المحاكم.

دور الذكاء الاصطناعي في المحاكم وتأثيره النفسي

الوسط القانوني كان متحفظًا لفترة طويلة حيال الاعتماد على الذكاء الاصطناعي، خاصة بعد انتشار أخبار عن تقديم أدلة قانونية مزيفة مولدة بواسطة الذكاء الاصطناعي. ومع ذلك، فإن هذا الاستخدام الجديد يعيد فتح النقاش حول مواطن القبول أو الرفض لهذه التقنيات. بالنسبة لعائلة بيلكي، كان الهدف الأساسي من الفيديو الافتراضي هو إظهار التأثير النفسي الكبير الذي تركته الحادثة عليهم، حيث إنها أصبحت نافذة مؤثرة يمكن من خلالها التعبير عن الألم الإنساني بطريقة لا يمكن أن تعبّر عنها الكلمات وحدها. ومع ذلك، يشير بعض المتخصصين إلى أن هذا النوع من التأثير قد يتحول إلى نوع من التلاعب العاطفي، مما يثير تساؤلات عن حدود استخدام هذه التكنولوجيا في ساحات القضاء.

التحديات الأخلاقية لاستخدام ذكاء اصطناعي في القضاء

استخدام الذكاء الاصطناعي داخل الحقل القانوني يثير قضايا أخلاقية معقدة. يقول هاري سوردن، أستاذ القانون بجامعة كولورادو، إن هذه الأدوات يمكنها التأثير على مشاعر أعضاء هيئة القضاء بدل الاعتماد على التفكير النقدي التقليدي. بالرغم من كون هذه النماذج واقعية للغاية، فإنه يجب النظر إليها كأدوات اصطناعية بحتة. وأضاف أنه في حالات مثل قضية بيلكي، يمكن أن يتداخل المحتوى مع شحنة الحضور النفسية، ما قد يُضعف حيادية الأحكام؛ لذلك من المهم وضع قواعد صارمة تضمن أن يتم استخدام الذكاء الاصطناعي بشكل متزن ومقبول قانونيًا.

هذه الاستخدامات الجديدة للذكاء الاصطناعي تُبرز تساؤلات مهمة حول الإمكانيات الهائلة للتكنولوجيا وحدود استخدامها. بينما قد تعزز من فهمنا للقضايا الإنسانية وتعطينا أدوات جديدة للتواصل، فإنها تتطلب رقابة أخلاقية صارمة لضمان عدم تجاوز تأثيرها حدوده الطبيعية في سياقات مثل القضاء.