نجوم من وهم: قصة تصدر العناوين وزيف الشهرة في عالم اليوم

انتشرت في الآونة الأخيرة ظاهرة لافتة على منصات التواصل الاجتماعي، حيث يعمد البعض إلى نشر مقاطع مصورة أثناء حضورهم مناسبات اجتماعية ورياضية وفنية، وغالبًا ما يكون ذلك بالتعاون مع مصورين محترفين للحصول على تسليط الأضواء والظهور بمظهر الشخص النجم. هذه الظاهرة تشير إلى سعي غير مسبوق للبحث عن الشهرة، حتى وإن كانت هذه الشهرة خالية من أسس واقعية تدعمها.

كيف تصنع منصات التواصل الاجتماعي الشهرة الوهمية؟

ظهور وسائل التواصل الاجتماعي مثل تيك توك وسناب شات جعل من السهل على أي شخص الوصول إلى جمهور كبير دون الحاجة إلى امتلاكه موهبة حقيقية. يكفي أن يكون هناك شخص يصوره أثناء المواقف اليومية أو المناسبات ليجعل منه شخصية شهيرة بين عشية وضحاها. ومع ذلك، فإن غالبية هذه الشهرة تكون قصيرة الأمد وتفتقر إلى أي قيمة حقيقية، حيث تعتمد على طابع اللحظة بدلاً من التأثير المستدام. الكثير من الأشخاص يلجؤون إلى هذه الطرق للحصول على الشهرة الوهمية، معتمدين على جذب الانتباه بطرق سطحية وغير أصيلة.

أضرار الشهرة المصطنعة على الأفراد والمجتمع

الشهرة الوهمية لا تؤدي فقط إلى فقدان الثقة بالشخص نفسه، بل تؤثر سلبًا أيضًا على المجتمع المحيط به، حيث تُروّج قيمًا سطحية تعطي الأولوية للتصوير والظهور بدلاً من الإبداع والعمل الحقيقي. يُشبه الأمر صناعة نجومية ورقية تزول بسرعة، كما شهدنا في أوقات سابقة مع تسليط الإعلام التقليدي الأضواء على شخصيات غير موهوبة فقط لإرضاء رغبات البعض في الظهور، مما أدى إلى خلق رموز خاوية لمجالات متعددة. اليوم ومع انتشار وسائل التواصل الحديثة، تفاقمت هذه المشكلة وأصبحت أكثر شيوعًا.

الفرق بين الشهرة الحقيقية والشهرة الوهمية

الشهرة الحقيقية ترتكز على أساس المواهب والإنجازات والقدرة على تحقيق تغيير إيجابي في المجتمع. الأشخاص الذين يحققون هذه الشهرة يتمتعون بمكانة تحظى بالاحترام، حيث يقدّمون أعمالًا تساهم في إثراء المجتمع أو تحقيق تقدم في مجالاتهم. على الجانب الآخر، فإن الشهرة المصطنعة غالبًا ما تكون مبنية على الإثارة اللحظية والاستهلاك الفوري، وهي شهرة تذوب بسرعة مع انطفاء الأضواء. لذلك، يظل الفارق الأساسي بين هذين النمطين هو القيمة الحقيقية التي يقدّمها الفرد للمجتمع.

من المهم أن ندرك أن الشهرة ليست غاية بحد ذاتها، بل يجب أن تكون نتيجة طبيعية لما يفعله الشخص من أعمال ذات قيمة. الزمن قادر دائمًا على كشف الفارق بين ما هو حقيقي وما هو وهمي، وبين نجم يبني المستقبل بموهبته وآخر يختفي مع مرور الوقت لأنه لا يمتلك شيئًا حقيقيًا يستحق أن يخلده التاريخ.