المستثمرون في الهند وباكستان يتوقعون انتعاش الأسواق عقب إعلان الهدنة المشتركة

يتوقع المستثمرون في الهند وباكستان أن تسهم الهدنة الأخيرة بين البلدين في تعزيز الاستقرار الاقتصادي والمالي، مما يعيد الحيوية لأسواق الأسهم المتضررة، فقد أدت التوترات الجيوسياسية إلى حدوث تقلبات وانخفاضات في الأسواق خلال الأسابيع الماضية، ومع ذلك، تشير مؤشرات السوق إلى أن الوضع مرشح للاستقرار مع التقدم الإيجابي في العلاقات الثنائية.

كيف تؤثر الهدنة على أسواق الأسهم في الهند؟

جاء إعلان الهدنة بين الهند وباكستان كخبر مشجع للمستثمرين في الهند، حيث سجل سوق الأسهم المحلية تراجعات ملحوظة قبل الهدنة، فقد انخفض مؤشر “نفتي 50” بأكثر من 1%، وهو أكبر انخفاض شهده المؤشر منذ شهر، كما تراجعت قيمة الروبية الهندية بشكل كبير، مما جعلها واحدة من أسوأ العملات أداءً في آسيا خلال الأسبوع الماضي، ومع ذلك، ساعدت عمليات شراء السندات من قبل بنك الاحتياطي الهندي في السيطرة نسبيًا على هذه التراجعات.

يتطلع المستثمرون إلى العديد من المؤشرات الإيجابية التي قد تدعم تعافي الأسواق، ومنها الآمال في الوصول إلى اتفاق تجاري مبكر مع الولايات المتحدة؛ بالإضافة إلى السيولة الوفيرة في النظام المصرفي، كما تُرجح توقعات الخبراء أن يقوم بنك الاحتياطي الهندي بخفض أسعار الفائدة في الأسابيع القادمة، مما قد يعزز من تدفقات الاستثمارات الأجنبية وتزايد النشاط الاقتصادي.

التطورات الاقتصادية الإيجابية المنتظرة في باكستان

تأثرت الأسواق في باكستان بشكل كبير بسبب التوترات المتزايدة، حيث شهد المؤشر الرئيسي للأسهم هبوطًا بنسبة 9% منذ هجوم أبريل الماضي، ورغم هذه التراجعات، يعتبر استئناف تدفقات الاستثمارات الأجنبية وهدوء المخاطر الجيوسياسية من العناصر الرئيسية التي قد تسهم في تحسين الأوضاع في باكستان.

أحد العوامل المهمة التي تعزز الثقة في السوق الباكستانية هو موافقة صندوق النقد الدولي على صرف مساعدات مالية مباشرة بقيمة مليار دولار، بالإضافة إلى حزمة دعم جديدة بقيمة 1.4 مليار دولار تهدف إلى تعزيز قدرة الاقتصاد على مواجهة التغيرات المناخية، هذه الخطوات من شأنها أن تساهم في تحسين الاستقرار المالي العام للبلاد وجذب مزيد من الاستثمارات الأجنبية.

تأثير الهدنة على منظومة الاستثمارات الإقليمية

مع إعلان الهدنة بين الهند وباكستان، تترقب الأسواق المالية العالمية بحذر التطورات الاقتصادية والسياسية في المنطقة، حيث ينتظر المستثمرون بفارغ الصبر استئناف التدفقات الاستثمارية، فقد أظهرت البيانات أن المستثمرين الأجانب استمروا في شراء الأسهم الهندية بشكل متتالٍ لمدة 16 يومًا قبل تصاعد الاضطرابات.

كما تبقى الأسواق الإقليمية تحت مراقبة المستثمرين لمزيد من التركيز على تطورات السياسات الاقتصادية في كل من الدولتين، ويظل السوق الهندي مغلقًا ليوم الاثنين بسبب عطلة رسمية، مما يتيح للمراقبين وقتًا إضافيًا لتقييم تأثير هذه الهدنة نتيجة التراجع الملحوظ في التهديدات الاقتصادية.

يمكن القول إن تطورات الهدنة بين الهند وباكستان جاءت كبادرة إيجابية لتهدئة الأسواق وتعزيز الأمل في تحقيق استقرار اقتصادي أكبر، مع توقعات بتحسن تدفقات الاستثمارات وتخفيف الضغط على الاقتصادات المحلية والدولية.