تطبيقات قياس ضغط الدم عبر الهاتف: هل تنافس الأجهزة التقليدية قريبًا؟

تعد مراقبة ضغط الدم من العوامل الأساسية للحفاظ على صحة الإنسان، إذ يساعد الفحص الدوري على اكتشاف المشكلات المرتبطة بضغط الدم في مراحل مبكرة، مما يمكّن الأطباء من التصرف بفعالية لتجنب المضاعفات المستقبلية. وقد شهد العالم تطورًا ملحوظًا في التقنيات الطبية، حيث ظهرت تطبيقات حديثة على الهواتف الذكية تدّعي قدرتها على قياس ضغط الدم، إلا أن هذا الابتكار ما زال يثير تساؤلات حول دقته واعتماده كبديل للأجهزة الطبية التقليدية.

مخاطر ارتفاع ضغط الدم على الصحة

ارتفاع ضغط الدم من أبرز التحديات الصحية التي تهدد صحة الأفراد على مستوى العالم، ويحدث عندما ترتفع قوة دفع الدم داخل الشرايين بشكل مفرط، مما يؤدي إلى إجهاد القلب والأوعية الدموية. إذا لم يتم اتخاذ تدابير وقائية، قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة مثل السكتات الدماغية، أمراض القلب المزمنة، والفشل الكلوي. ولأن هذا المرض غالبًا ما يطلق عليه “القاتل الصامت”، تتسم أعراضه بالغموض، مما يتطلب قياس الضغط بانتظام للتعرف على مستوياته والسيطرة عليه. تشمل الوقاية تعديل النظام الغذائي، ممارسة الرياضة بانتظام، وتقليل الصوديوم في الطعام؛ فضلا عن أهمية تناول الأدوية الموصوفة عند الضرورة.

التطبيقات الذكية لمراقبة ضغط الدم

في عصر التقنية، ظهرت تطبيقات على الهواتف الذكية تعد المستخدمين بقدرتها على تقديم قياسات ضغط الدم بسهولة دون الحاجة للجهاز التقليدي، وتعتمد على أدوات مثل الكاميرا وحساسات اللمس. إلا أن هذه التطبيقات تواجه انتقادات من قبل الباحثين في المجال الطبي نظرًا لانخفاض دقتها بناءً على تجارب علمية أثبتت اختلاف نتائج هذه التطبيقات عن الأجهزة الطبية المصادق عليها. وقد أظهرت الدراسات أن دقة هذه التطبيقات تتراوح بين 25٪ و50٪ فقط، مما يعرض المستخدمين لخطر اتخاذ قرارات صحية غير صحيحة بناء على بيانات غير موثوقة. ورغم ذلك لا تزال هذه التطبيقات محل اهتمام حيث يعمل خبراء التكنولوجيا الطبية على تحسين دقتها لتحقيق أرقام أكثر موثوقية.

كيف تعمل التطبيقات الذكية لقياس ضغط الدم؟

تعتمد التطبيقات الجديدة لقياس ضغط الدم على الهواتف المحمولة على مجموعة من التقنيات المبتكرة، أبرزها استخدام الجاذبية مع مقياس التسارع في الهاتف الذكي لتحليل تغيرات الضغط داخل الأوعية نتيجة معدل النبض الفردي للشخص. يتم ذلك عن طريق وضع إصبع المستخدم على الكاميرا وحساس الشاشة مع توجيه الذراع بشكل أفقي بما يتماشى مع مستوى القلب. وفي النموذج الحديث الذي طوره باحثون من جامعة بيتسبرغ، يتم استخدام مزيج بين الكاميرا، مقياس التسارع، وأجهزة اللمس لتحسين دقة القياسات، مما يمهّد الطريق لتوفير أداة بديلة – لكن ليست نهائية – لقياس الضغط.

الميزة التقنية الوصف
استخدام الجاذبية يستند إلى التغيرات الهيدروستاتيكية للدم
مقياس التسارع يحلل وضعية اليد وحركة الدم للتنبؤ بالقياس
الكاميرا وحساسات اللمس تُعنى بقياس تدفق الدم عبر أطراف الأصابع

ورغم أن التطبيقات الذكية تمثل نقلة نوعية في مراقبة ضغط الدم، إلا أنه من الضروري الاعتماد بشكل أساسي على الأجهزة الطبية الموثوقة؛ لأنها تضمن دقة المعلومات وتساعد في اتخاذ قرارات صحية سليمة. وبالتالي، يجب استخدام هذه التطبيقات كأداة مساعدة وليست بديلاً عن الاختبارات التقليدية، حيث يظل الهدف الأهم هو تحسين حالة الفرد الصحية عبر رصد موثوق وعلمي لقراءات ضغط الدم.