غازتك ونوفارتس تطلقان مشروعاً لاستخدام الغاز الحيوي في الصناعات الدوائية بمصر

شهدت مصر أول مشروع من نوعه لاستخدام الغاز الحيوي في الصناعة الدوائية، بفضل التعاون بين شركة غازتك وشركة نوفارتس مصر للأدوية، من خلال توقيع اتفاقية لتوريد الغاز الحيوي لمصنع الشركة بالقاهرة، على نحو يدعم التحول نحو الطاقة النظيفة والاستدامة البيئية، ويأتي هذا ضمن استراتيجية مصر 2030 لتحقيق التنمية المستدامة وخفض الانبعاثات الكربونية.

أول مشروع في مصر لاستخدام الغاز الحيوي بالصناعة الدوائية

يمثل المشروع خطوة رائدة في القطاع الصناعي بمصر، حيث يعتمد على تقنيات حديثة لتحويل المخلفات العضوية إلى غاز حيوي عالي الجودة باستخدام تقنيات التحلل الحيوي اللاهوائي، وينقل هذا الغاز عبر منظومة متطورة طورتها شركة غازتك باستخدام الشاحنات المضغوطة، ويوفر الغاز الحيوي وقودًا نظيفًا ومستدامًا لمصنع نوفارتس بالقاهرة، مما يقلل من الاعتماد على مصادر الطاقة التقليدية ويحد من الانبعاثات الملوثة.

وقد جاء توقيع الاتفاقية بين المهندس عبد الفتاح فرحات، رئيس مجلس إدارة شركة غازتك، والدكتور إسلام أنور، رئيس قطاع العمليات الفنية بشركة نوفارتس، بحضور العديد من القيادات من الشركتين، حيث تم تأكيد أهمية هذا المشروع في تحقيق أعلى استفادة ممكنة من الثروات الطبيعية وتعزيز الكفاءة التشغيلية للصناعات الدوائية.

التأثير البيئي والاقتصادي لمشروع الغاز الحيوي

يمثل هذا المشروع انعكاسًا واضحًا لالتزام مصر بتنفيذ أهداف استراتيجية التنمية المستدامة من خلال التقليل من الانبعاثات، وقد أوضح المهندس عبد الفتاح فرحات أن المشروع يعتبر نقلة نوعية، إذ يعتمد على تقنيات مبتكرة ووحدات محلية لتخفيض ضغط الغاز (PRU) التي صممت وحصلت على براءة اختراع محليًا، مما يشجع على زيادة التصنيع المحلي والابتكار التكنولوجي في هذا المجال.

من جانبه أكد الدكتور إسلام أنور أن استخدام الطاقة النظيفة في المصنع بدأ بالفعل باستخدام الكهرباء المتجددة منذ سبتمبر 2024، لتخفض الانبعاثات الكربونية بنسبة تصل إلى 75%، مما يعكس التزام نوفارتس بالتحول للطاقة الصديقة للبيئة وتعزيز مسؤوليتها الاجتماعية نحو المناخ والتنمية المستدامة داخل مصر.

جهود التعاون بين قطاعات البترول والصناعة

الاتفاقية الموقعة بين غازتك ونوفارتس تمثل نموذجًا فريدًا يعزز التكامل بين قطاعي البترول والصناعة لتحقيق اقتصاد وطني مبتكر ومستدام، وتعكس الخطوة توجهًا عالميًا نحو تعزيز الطاقة النظيفة وتقليل الاعتماد على مصادر الطاقة الأحفورية التقليدية، حيث تعتبر هذه الشراكة تجسيدًا لاستراتيجية الحكومة المصرية الداعمة للتحول الأخضر.

وبالإضافة إلى الأثر البيئي، توفر هذه الخطوة فرصًا اقتصادية من خلال استحداث تقنيات ومنشآت محلية تعزز الإنتاجية الصناعية، وتساهم في تنمية مهارات المهندسين والفنيين المصريين، ما يفتح الباب لمزيد من الابتكار في المجالات التقنية والصناعية.

بهذا الصدد، يمهد المشروع الطريق لمزيد من الشراكات المستقبلية في استثمار الغاز الحيوي وغيره من مصادر الطاقة الخضراء، ليظل مشروع الغاز الحيوي كنقطة انطلاق نحو استخدام واسع النطاق لمفاهيم الطاقة المستدامة وإحداث تغير ملموس في المشهد الصناعي المصري.