الشيخ زايد آل نهيان في ذكرى ميلاده: أسرار لم تُكشف عن الأب المؤسس

يُحتفل اليوم بذكرى ميلاد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، المؤسس الرئيسي لدولة الإمارات العربية المتحدة، الذي لعب دورًا حيويًا في توحيد إمارات الساحل المتصالح. لقد قاد الشيخ زايد الدولة منذ تأسيسها في ديسمبر 1971 حتى وفاته في 2004، وكان حاكماً لإمارة أبو ظبي منذ عام 1966، مسجلاً بذلك إرثًا تاريخيًا بارزًا وفقًا لمركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.

الشيخ زايد: الميلاد والنشأة

وُلِد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان في مدينة العين عام 1918، وكان الابن الرابع للشيخ سلطان بن زايد آل نهيان، حاكم أبو ظبي بين 1922 و1926. نشأ في بيئة عربية أصيلة تحتوي على القيم والتقاليد الراسخة التي شكلت شخصيته القيادية المتميزة، حيث ترعرع بين ثلاثة إخوة وأخت واحدة، مما عزز لديه روح التعاون والقيادة منذ صغره.

الشيخ زايد وبداية مشروع الاتحاد

مع اقتراب انسحاب القوات البريطانية عام 1971، بدأ الشيخ زايد الجاد في تعزيز فكرة الوحدة بين الإمارات المتصالحة. تعاون مع الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، حاكم دبي، لتحقيق هذا الهدف، حيث وافقا في عام 1968 على توحيد السياسات الدفاعية والخارجية، وإصدار جوازات سفر موحدة. كان الهدف توسيع الاتحاد ليشمل باقي الإمارات إضافة إلى البحرين وقطر، مؤكداً على أهمية الوحدة الوطنية لتحقيق الاستقرار والتقدم.

الشيخ زايد وتأسيس الدولة واختيار الرئيس

في 2 ديسمبر 1971، تم إعلان تأسيس دولة الإمارات العربية المتحدة مكونة من ست إمارات، قبل انضمام رأس الخيمة في فبراير 1972. تم انتخاب الشيخ زايد رئيسًا للدولة بالإجماع، ليُعرف بـ “الأب المؤسس” نظراً لدوره المحوري في تحقيق الوحدة الوطنية. لم يقتصر دور الشيخ زايد على الشؤون المحلية فقط، بل كان له تأثير كبير على الساحة العربية والدولية، حيث دعم مصر وسوريا في حرب أكتوبر 1973 ووقف صادرات النفط عن الدول الداعمة لإسرائيل، معبراً حينها عن أهمية التضامن العربي وحماية الدم العربي.

اتبع الشيخ زايد منهجية تعتمد على الحوار والتفاهم في العلاقات الخارجية، مما منح الإمارات مكانة مرموقة على الصعيدين الإقليمي والدولي. كما كان سخيًا في أعماله الخيرية والإنسانية التي تجاوزت حدود الوطن، مما أكسبه احترامًا وتقديرًا عالميين.

إرث الشيخ زايد: خالد ومستمر

ترك الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان إرثًا عظيمًا تستمر الإمارات في السير على نهجه حتى يومنا هذا. فقد أسس مؤسسات تنموية وتعليمية وصحية تساهم في تقدم المجتمع الإماراتي، وفتح أبوابه للجميع دون تمييز، مما يعزز من روح التسامح والتعايش. كما وثّق تاريخه بأكثر من مئة مقولة خالدة تُترجم إلى عدة لغات عالمية، تعكس فلسفته في القيادة والإنسانية والعمل المستدام.

الجانب الإسهام
السياسة توحيد الإمارات وتأسيس الدولة
الاقتصاد تنمية الموارد الطبيعية والاستثمارات
الثقافة تعزيز القيم التقليدية والتعليم

إن إرث الشيخ زايد يتجسد في كل زاوية من أرجاء الإمارات، من بنيتها التحتية الحديثة إلى مؤسساتها التعليمية والصحية المتميزة. كما أن مبادئه في القيادة والإنسانية تظل مرشداً للأجيال الجديدة، مما يضمن استمرار رؤيته في بناء دولة مزدهرة ومتماسكة. إن ذكرى ميلاده ليست مجرد احتفال بذكرى شخصية، بل هي إحياء لروح الوحدة والتقدم التي وضعها الشيخ زايد والتي تستمر في تشكيل مستقبل الإمارات بكل فخر واعتزاز.