قلق متصاعد الرسوم الأمريكية تربك العالم بانتهاء اجتماعات الربيع وسط تشاؤم اقتصادي.

في ختام اجتماعات الربيع السنوية لمجموعة البنك الدولي وصندوق النقد الدولي في واشنطن خلال الفترة من 21 إلى 26 أبريل 2025، سادت حالة من الغموض حول الرسوم الأمريكية التي فرضها الرئيس دونالد ترامب على حلفائه وخصومه، مما أثار قلقًا دوليًا متزايدًا، حيث لم يقدم المسؤولون الأمريكيون أي إجابات واضحة رغم المناشدات، وأدى ذلك إلى تصاعد التشاؤم الاقتصادي العالمي الذي يهدد الاستقرار التجاري

تأثير الرسوم الأمريكية على الاقتصاد العالمي

أدت الرسوم الأمريكية إلى خلق حالة من الارتباك بين الدول المشاركة في الاجتماعات، حيث شكلت هذه الرسوم مصدر قلق مشترك لوزراء المالية ومحافظي البنوك المركزية الذين كانوا يأملون في الحصول على توضيحات من الإدارة الأمريكية، ومع ذلك لم يحققوا أي تقدم ملموس رغم تقديم 18 مقترحًا مكتوبًا، كما أكد وزير المالية البولندي أندريه دومانسكي أن هذا الغموض يضر بأوروبا والولايات المتحدة ويؤثر سلبًا على الجميع، مما يعزز من مخاوف اندلاع أزمات اقتصادية واسعة النطاق

بالإضافة إلى ذلك، فإن الرسوم الأمريكية التي تشمل نسبًا تصل إلى 25% على واردات السيارات والفولاذ والألمنيوم و10% على معظم السلع الأخرى، قد أثارت تحذيرات من تداعيات كارثية على الاقتصادات الناشئة، ويعتقد خبراء مثل إريك لوكومب أن هذه السياسات قد تؤدي إلى تآكل الثقة في القيادة الاقتصادية الأمريكية، مما يهدد مكانة الدولار كعملة احتياطية عالمية، وفي السياق نفسه خفض صندوق النقد الدولي توقعاته للنمو العالمي رغم تجنبه التنبؤ بركود وشيك

الرسوم الأمريكية واجتماعات الربيع

خلال اجتماعات الربيع، هيمنت الرسوم الأمريكية على النقاشات بينما فشلت محاولات العديد من الوفود في لقاء المسؤولين الأمريكيين، وكان القليل منهم محظوظًا بسماع وزير الخزانة سكوت بيسنت يدعو إلى التحلي بالصبر، كما أن المفاوضات مع اليابان وكوريا الجنوبية لم تفضِ إلى نتائج محددة رغم وصفها بأنها مثمرة، وأكدت المديرة العامة للصندوق كريستالينا جورجيفا أن هذا الغموض يضر بالأعمال التجارية ويحتاج إلى زواله لصالح الاقتصاد العالمي، مما يعكس التشاؤم الذي ساد المؤتمر

من جانب آخر، أبرز محافظ البنك المركزي الباكستاني السابق رضا باقر أن الجنوب العالمي يشعر بالخذلان بسبب تهميش أجندة تمويل التنمية وسط تفاقم أزمة الديون، وأشار كبير اقتصاديي البنك الدولي إنديرميت جيل إلى أن زيادة الديون على الدول النامية يمكن أن يتم مواجهتها بخفض الرسوم الأمريكية كوسيلة أساسية لإنعاش النمو، ومع ذلك أكد وزير الخزانة الأمريكي دعم بلاده للصندوق والبنك الدولي رافضًا دعوات الانسحاب

  • الدول المتضررة الرئيسية من الرسوم الأمريكية تشمل الصين وأوروبا وكوريا الجنوبية
  • الرسوم الأمريكية قد تؤدي إلى تباطؤ الاستثمار الأجنبي في الاقتصادات الناشئة
  • التحديات الاقتصادية الناتجة تشمل ارتفاع التضخم وانخفاض معدلات النمو

مستقبل الرسوم الأمريكية وسط التشاؤم

أمام هذا الوضع، يبدو أن الرسوم الأمريكية ستستمر كأداة لتحقيق مكاسب طويلة الأجل حسب رؤية البيت الأبيض، على الرغم من أنها تسبب ألمًا قصير الأمد، ومع ذلك يرى العديد من صانعي السياسات أن هذا النهج قد يؤدي إلى دوامة من الأزمات الاقتصادية، حيث أعرب جوش ليبسكي عن توقع الأسوأ بين المشاركين، وفي الجدول التالي نلخص بعض التأثيرات الرئيسية للرسوم الأمريكية على الاقتصاد العالمي

العنوان القيمة
نسبة الرسوم على السلع تصل إلى 25% على الفولاذ والألمنيوم
تأثير على النمو العالمي خفض توقعات صندوق النقد إلى أقل من 3%
احتمال الركود يصل إلى 37% حسب التقديرات الرسمية

لذا، مع استمرار الرسوم الأمريكية في إثارة القلق، يجب على الدول العالمية البحث عن حلول تعاونية لتجنب الركود الاقتصادي، حيث أن هذه السياسات التجارية قد تؤثر على الاستقرار العالمي بشكل كبير، ويشير الخبراء إلى ضرورة إعادة النظر في السياسات لتعزيز الثقة والنمو المستدام، مما يجعل مستقبل الرسوم الأمريكية مصدرًا للتوتر الدولي المتزايد