لهجتنا أولًا: الإمارات تقنن استخدام لهجتها في الإعلام لحماية الهوية والتنوع الثقافي

تسعى الإمارات العربية المتحدة للحفاظ على هويتها الثقافية، فأصدرت قرارًا يُقنن استخدام اللهجة الإماراتية في الإعلام، مقصورًا على المواطنين فقط. الهدف من القرار كما تشير التصريحات الرسمية هو حماية الهوية اللغوية للدولة من التحريف والتشويه، مع ضمان نقلها بدقة. يُعد هذا القرار خطوة تُعزز الجهود المبذولة للحفاظ على السمات الثقافية والتراثية الإماراتية، وسط التعدد الديموغرافي بالدولة.

اللهجة الإماراتية وأصولها التراثية

تُعتبر اللهجة الإماراتية واحدة من أبرز المظاهر الثقافية التي تعكس تاريخًا غنيًا بجذور عربية أصيلة، حيث تنتمي إلى لهجات الخليج العربي ولكن بسمات متميزة وخاصة بها. تُقسم هذه اللهجة إلى ثلاثة أنواع رئيسية: اللهجة الساحلية التي تُميز مناطق مثل أبوظبي ودبي، اللهجة البدوية التي ترتبط بأهل الداخل، واللهجة الجبلية التي تخص المناطق المرتفعة. وقد تأثرت عبر التاريخ بلغات عديدة كالفارسية والهندية نتيجة الانفتاح التجاري الذي شهدته الإمارات. يُضاف إلى ذلك توظيفها بشكل فعّال في الثقافة الشعبية، من الشعر النبطي إلى الأغاني البحرية، ليصبح هذا العنصر اللغوي جزءًا مهمًا يعكس هوية إماراتية مستقلة ومميزة.

قرار حماية اللهجة الإماراتية وتأثيره

يهدف القرار الإماراتي الجديد إلى ضمان تقديم المحتوى الإعلامي باللهجة المحلية من قِبل المواطنين فقط، مما يمنع حدوث أخطاء لغوية قد يقوم بها غير الناطقين باللهجة عند استخدامها. هذا التوجّه يدعم تعزيز الهوية الثقافية للإمارات في ظل التنوع السُكاني الذي يسود البلاد، ويسهم في مقاومة عوامل التشويه التي قد تنجم عن الاستخدام العشوائي أو غير الدقيق للهجة. إلا أن الداعمين للتنوع الإعلامي قد ينظرون بتوجّس لهذا القرار، حيث قد يُقلل من فرص الإعلاميين غير المواطنين في تقديم برامج بالإماراتية، مما قد يؤثر على مرونة الإعلام وثرائه الثقافي.

هل القرار تعزيز للهوية أم خطوة إلى الإقصاء؟

بينما يُشكل القرار خطوة إيجابية نحو صون الهوية الإماراتية، فإن البعض يرى في تطبيقه تحديًا يتعلق بعدم المساس بالتنوع الإعلامي الذي حقق نجاحات متعددة في الإمارات. وفي الوقت نفسه، كان من الضروري أن يضمن صياغة سياسات مُتوازنة تُحافظ على هذا الموروث الثقافي مع استيعاب الكفاءات الإعلامية المتنوعة. قرار تقنين اللهجة الإماراتية يُناقش موضوعًا جوهريًا عن قيمة اللهجات في رسم ملامح الإعلام العربي المعاصر، وتجديد التساؤل حيال مدى توافق حماية الهوية مع ضمان بيئة إعلامية شاملة تُلبي احتياجات الجمهور المتنوع.

العنوان القيمة
هدف القرار حماية الهوية وصون اللهجة الإماراتية
النقاشات المثارة التوازن بين الهوية والتنوع الإعلامي