الجمعة العظيمة: لحظات مؤثرة في طريق الآلام – حكاية لن تُنسى

تحيي الكنيسة ذكرى الجمعة العظيمة، أحد أهم الأيام المقدسة في التقويم المسيحي، الذي يُحيي فيه المؤمنون ذكرى صلب السيد المسيح وموته ودفنه في إطار طقس روحي مليء بالخشوع والحزن. يعتبر هذا اليوم نقطة الذروة في أسبوع الآلام الذي يمثل ذروة العبادات الأربعينية، وتضج الكنائس خلاله بالصلوات والتسابيح التي تستمر لساعات طويلة، تذكيرًا بالحدث الجليل الذي فتح أبواب الرجاء والخلاص.

أحداث الجمعة العظيمة: درب الآلام خطوة بخطوة

تشمل أحداث الجمعة العظيمة سلسلة من المواقف المؤثرة التي تبدأ بليلة تسليم السيد المسيح بعد أن صلى في بستان جثيماني، حيث أُصيب بحزن عميق وتعرض لخيانة يهوذا الإسخريوطي، أحد تلاميذه، الذي باعه بثلاثين قطعة من الفضة. عقب ذلك، نُقل المسيح إلى سلسلة من المحاكمات، بداية من رؤساء الكهنة وصولًا إلى بيلاطس البنطي، الحاكم الروماني، الذي أقر صلبه رغم عدم إيجاد دليل لإدانته جنائيًا.

تعرض المسيح للجلد 39 جلدة وفق الشريعة، قبل أن يُحكم عليه بالموت صلبًا. اقتيد حاملًا صليبه إلى جبل الجلجثة، حيث جرت عملية الصلب، مسجلًا بذلك أقسى لحظات الألم البشري. وُضع إكليل من الشوك على رأسه في مشهد مستفز ومهين من قبل الجنود، ليتحول الألم إلى رسالة رجاء أبدية.

لحظة الصلب: صرخة ألم وصمت عظيم

اختتمت حياة المسيح على الصليب بين لصين، مُعبّرًا عن طاعة كاملة لمشيئة الله الفدائية. عند وفاته، صاح قائلاً: “قد أكمل”، حيث تشير هذه العبارة إلى اكتمال مشروع الخلاص الإلهي. تزامنًا مع وفاته، حدثت ظواهر طبيعية خارقة؛ أظلمت السماء في منتصف الظهيرة، وانشق حجاب الهيكل دلالة على اكتمال العهد الجديد بالخلاص. تولى يوسف الرامي عملية دفن جسد المسيح، حيث وضعه في قبر جديد لم يُدفن به أحد من قبل، في تأكيد على طهر وقدسية ما جرى.

بين الجمعة العظيمة وسبت النور: غمرة الرجاء

تعكس الجمعة العظيمة لحظة عميقة من الحزن، لكنها تتركز على الرجاء المرتبط بقيامة المسيح، حيث تبدأ الكنائس استعدادها لاحتفالات سبت النور الشهير. يحتفل المؤمنون بقداس القيامة المجيد في مساء السبت، الذي يرمز إلى انتصار النور على الظلمة وميلاد الخلاص، مؤكدين بذلك إيمانهم المتجدد بقوة الله الذي يغلب الألم بالرجاء.

الحدث الوصف
الصليب رمز الألم والغفران
الدفن تمهيد للقيامة
القيامة بزوغ فجر الخلاص