التقارب بين ماكرون وتبُّون: كيف أعاد وزير الداخلية الفرنسي الأزمة الجزائرية الفرنسية إلى الواجهة؟

شهدت الأيام الأخيرة تصعيدًا جديدًا في العلاقات بين الجزائر وفرنسا، بعد تصريحات وزير الداخلية الفرنسي، برونو روتايو، الذي دعا إلى تشديد الضغط على الجزائر لاستعادة مواطنيها المطرودين من فرنسا. الخطوة التي وصفها بأنها “غير دبلوماسية”، أثارت استياء الجزائر وأعادت الجدل حول طبيعة العلاقة بين البلدين، التي تشهد تاريخيًا الكثير من التوترات السياسية والدبلوماسية. فما هي التفاصيل الكاملة لهذه الأزمة؟

توترات الجزائر وفرنسا.. أزمات متكررة تحت السطح

تصريحات برونو روتايو الأخيرة جددت الجدل التاريخي بين الجزائر وفرنسا، حيث تعود جذور هذه العلاقات المتوترة إلى الحقبة الاستعمارية. الوزير الفرنسي قال بوضوح: “لن نقبل أن تهيننا الجزائر، وفرنسا أمة عظيمة”، مع الإشارة إلى أن تطلعات بلاده تتجاوز الجانب الدبلوماسي، وتتمثل في الدفاع عن كرامة الفرنسيين. هذه التصريحات أشعلت موجة انتقادات واسعة لدى الجانب الجزائري الذي اعتبرها مساسًا بسيادته.

الأزمة الجزائرية الفرنسية: أسباب التصعيد الأخيرة

الأزمة الحالية تفاقمت بعد سلسلة من الأحداث المتعاقبة، من بينها اعتقال السلطات الفرنسية لعدد من الناشطين الجزائريين، وقيام السلطات الجزائرية بطرد موظفين فرنسيين ضمن رد فعل سريع. أبرز الأحداث التي ساهمت في زيادة التوتر كانت قضية اختطاف الناشط السياسي أمير بوخرص، المقيم بفرنسا، والمتهم بانتقاد الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون على مواقع التواصل الاجتماعي. الاتهامات التي وجهتها فرنسا حول تبعية المتهمين للجانب الجزائري عمّقت من حدة الأزمة.

ملف الصحراء الغربية.. عامل جديد في التوترات

الخلاف حول الموقف الفرنسي المؤيد للمغرب في قضية الصحراء الغربية كان له دور كبير في تأجيج التوترات، لا سيما بعد إعلان باريس دعمها لخطة المغرب في تطبيق الحكم الذاتي بهذه المنطقة المتنازع عليها. الجزائر، باعتبارها داعمًا أساسيا لاستقلال الصحراء، اعتبرت أن موقف فرنسا يتجاهل المواثيق الدولية، ما دفعها إلى اتخاذ خطوات تصعيدية، منها استدعاء سفيرها للتشاور.

ماكرون وتبُّون.. هل تهدأ الأزمة؟

رغم المحاولات السابقة لتهدئة العلاقات، بما فيها اتصالات الرئيس الفرنسي ماكرون بالرئيس الجزائري تبون، إلا أن الخطوة الأخيرة لوزير الداخلية الفرنسي أعادت التوتر إلى الواجهة. التصعيد المتجدد يضع العاصمتين أمام اختبار جديد في علاقاتهما الثنائية. والآن، يبقى التساؤل قائمًا حول مستقبل هذه الأزمة وما قد تسفر عنه الأيام القادمة.