أسعار النفط تتكبد خسائر أسبوعية بالرغم من ارتفاعها بنسبة 2% عند التسوية في الأسواق العالمية

ارتفعت أسعار النفط بأكثر من 2% خلال تعاملات يوم الجمعة 11 أبريل بفعل تصريحات أدلى بها وزير الطاقة الأمريكي، كريس رايت، والذي ألمح إلى احتمالية وقف صادرات النفط الإيرانية. هذه التطورات جاءت في سياق محاولات الولايات المتحدة لإقناع طهران بالجلوس على طاولة المفاوضات بشأن ملفها النووي. ارتفاع الأسعار جاء رغم المخاوف المرتبطة بتباطؤ الاقتصاد العالمي، مما سلط الضوء على التحديات التي تواجه سوق النفط الحالية.

أسعار النفط اليوم: صعود ملحوظ وسط تحديات جيوسياسية

سجلت العقود الآجلة لخام برنت ارتفاعاً بواقع 1.43 دولار أو بنسبة 2.26% لتبلغ عند إغلاقها 64.76 دولار للبرميل، ورغم ذلك فقد أنهت الأسبوع بخسارة طفيفة قدرت بـ1.25%. من جهتها، ارتفعت العقود الآجلة للخام الأمريكي بقيمة مماثلة لتصل إلى 61.60 دولار، لكنها أيضاً شهدت خسارة أسبوعية بلغت نسبتها 0.73%.

تعليقاً على ذلك، أشار أندرو ليبو، رئيس شركة Lipow Oil Associates، إلى أن التشديد المرتقب للقيود على صادرات النفط الإيرانية يُنتظر أن يقلل من الإمدادات العالمية النفطية، لافتاً إلى احتمالية استمرار الصين في استيراد النفط من إيران رغم القيود.

التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين وتأثيرها على أسعار النفط

أعلنت الصين أنها ستطبق رسوماً جمركية جديدة على الواردات الأمريكية اعتباراً من السبت المقبل، مما يزيد من مخاوف الأسواق بشأن النزاعات التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم. جاءت هذه الخطوة الصينية رداً على رفع التعريفات الجمركية من قبل الولايات المتحدة.

من جهة أخرى، أشار عدد من الخبراء إلى أن هذا النزاع التجاري طويل الأمد قد يؤدي إلى تقليص حجم التجارة العالمية، مما يثقل كاهل الاقتصاد العالمي وينعكس سلباً على الطلب الكلي للنفط خلال الفترات القادمة.

تراجع توقعات النمو العالمي وأثره على الطلب النفطي

خفضت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية توقعاتها للنمو الاقتصادي العالمي مع تحذيرات من تداعيات الرسوم الجمركية على أسعار النفط. كما عدّلت توقعاتها بشأن الطلب على النفط سواء في السوق المحلي أو العالمي خلال العامين المقبلين.

في استطلاع سابق أجرته وكالة رويترز، أظهرت التوقعات تراجع النمو الاقتصادي الصيني بحلول 2025، مما يمثل خطراً كبيراً نظراً لأن الصين تعد المستورد الأكبر للنفط عالميًا.

كارثة محتملة على الدول النامية وسط التخبط الاقتصادي العالمي

بحسب تصريحات مدير وكالة التجارة الدولية بالأمم المتحدة، فإن تفاقم النزعات التجارية قد يؤدي إلى آثار “كارثية” على الأسواق النامية، التي تعتمد بشكل كبير على الاستقرار في التجارة الدولية. كما أظهرت توقعات المحللين في بنك ANZ احتمال تراجع استهلاك النفط بنسبة تصل إلى 1% إذا انخفض النمو العالمي عن 3%.

الأسواق بحاجة إلى تحركات فاعلة ومتوازنة لمواجهة تأثير المعطيات الاقتصادية والجيوسياسية، التي باتت العامل المؤثر الأكبر في توجيه دفة أسعار النفط العالمية اليوم.