أسعار النفط تتراجع لأدنى مستوى منذ 4 سنوات بسبب تصاعد الحرب التجارية العالمية

شهدت أسعار النفط العالمية انخفاضًا ملموسًا بنحو 2% خلال تعاملات يوم الثلاثاء 8 أبريل، مسجلة أدنى مستوياتها خلال السنوات الأربع الماضية. هذا التراجع جاء نتيجة مخاوف متزايدة من الركود الاقتصادي الناتج عن تصاعد التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين. وأكدت البيانات الرسمية أن هذه التوترات قد أثرت بشكل مباشر على توقعات الطلب العالمي على مصادر الطاقة، ما أدى إلى هبوط أسعار خام برنت والخام الأمريكي.

انخفاض أسعار النفط: خام برنت يهبط إلى 62.82 دولار

في ختام تعاملات الثلاثاء، تراجع خام برنت بنسبة 2.16% ليصل إلى 62.82 دولارًا للبرميل. كما شهدت أسعار العقود الآجلة للخام الأمريكي انخفاضًا ملحوظًا بنسبة 1.85% لتسجل 59.58 دولارًا للبرميل. تأتي هذه التراجعات بالتزامن مع إعلان الولايات المتحدة عن فرض رسوم جمركية بنسبة 104% على السلع الصينية بدءًا من يوم الأربعاء، ردًا على السياسات التجارية لبكين.

تصاعد الحرب التجارية بين أمريكا والصين

أكدت الأخبار المتداولة أن الولايات المتحدة تسعى لتصعيد الحرب التجارية مع الصين عبر فرض رسوم إضافية في حال عدم امتثال بكين لمتطلبات واشنطن. من جانبها، صرّحت وزارة التجارة الصينية بمعارضتها لما وصفته “بالابتزاز الأمريكي”، مؤكدة استعدادها لاتخاذ إجراءات مضادة لحماية مصالحها. تأتي هذه التطورات بعد أن أعلن الرئيس الأمريكي عن فرض رسوم جمركية واسعة على العديد من الدول، مما زاد من حالة عدم اليقين في الأسواق.

توقعات بانخفاض الأسعار خلال الفترة المقبلة

توقعت مؤسسات مالية كبرى أن تواصل أسعار النفط تراجعها في المستقبل القريب. وأشارت تقديرات بنك “Goldman Sachs” أن خام برنت سيصل إلى 62 دولارًا بحلول ديسمبر 2025، فيما يتوقع أن تلامس أسعار الخام الأمريكي 58 دولارًا خلال نفس الفترة. كما أشارت تقديرات أخرى إلى احتمالية هبوط أكبر على المدى البعيد.

الأبعاد المستقبلية لتراجع أسعار النفط

مع استمرار الضغوط الاقتصادية، صرحت ناتاشا كانيفا، رئيسة قسم استراتيجية السلع في J.P. Morgan، أن الإدارة الأمريكية تفضل الوصول بأسعار النفط إلى أقل من 50 دولارًا للبرميل. وأوضحت أن ذلك قد يتسبب بفترة اضطرابات كبيرة للصناعة، على غرار ما شهده القطاع النفطي خلال عام 2014 نتيجة حرب الأسعار بين أوبك والنفط الصخري.

تظل الأسواق متأثرة بالتوترات الجيوسياسية والتجارية، ما يجعل التنبؤ بمستقبل أسعار النفط تحديًا كبيرًا للمحللين والمستثمرين.